تجربة مراكز الشباب بولاية السمارة حصاد عشر سنوات من التكوين ، البناء و التأهيل

نظرا لطول فترة اللجؤ  و ما نتج عنها من تعقيدات اجتماعية مست جميع فئات المجتمع و بالخصوص الشباب، فوجود نسبة كبيرة من الشباب منقطعين عن الدراسة وان تعددت الاسباب فان المشكلة واحدة  فراغ طويل و ممل و العمل غير موجود و مرحلة عمرية هي الاخطر  في مراحل الانسان ، المراهقة  هذا المصطلح الاجتماعي و النفسي هو في غاية الصعوبة من حيث التعامل و التكيف مع المجتمع.
وامام هذه الوضعية للشباب عمل اتحاد الشبيبة و لسنوات طويلة من اجل ايجاد حل يخفف من الضغط عن طريق البحث عن منظمات ممولة تساعد على انجاز مشاريع موجهة في خدمة الشباب .
و في هذا الاطار تتميز ولاية السمارة بوجود تجربة شبانية رائدة و هي الان تمر بعامها العاشر و تتمثل هذه التجربة في وجود مراكز شبانية في جميع الدوائر ضمن سياسية تقريب  المكان من المواطن قدر المستطاع .
هذه المراكز السبعة بالاضافة الى المركز الجهوي الذي يستفيد من الانارة هناك ايضا مركز السلام لتعلم اللغة الانكليزية.
تقدم هذه المراكز الخدمات التالية :
بالنسبة للشباب: وبالخصوص فئة الاناث : ورشات شبه مهنية ( الخياطة – الاعلام الالي- الاسبانية – الانكليزية – الطبخ – مبادي الادارة ).
                  محاضرات و ملتقيات في مختلف الجوانب النفسية – الاجتماعية- السياسية – الثقافية – الصحية من اجل
                من اجل تكوين شخصية الشاب من جميع النواحي و ليس فقط تكوينه المهني.
فاتحاد الشبيبة بالاضافة الى دوره التربوي يقوم بدور سياسي لتكوين هذه الاجيال و دمجها داخل المجنمع .
بالنسبة للاطفال: يتم اجراء تنشيط الاطفال داخل هذه المراكز و هو ما يساعد على سهولة التقييم و المتابعة و توفر شروط العمل بالنسبة للطاقم و الاطفال.
عدد الشباب المستفيد من سنة 2002 الى غاية 2010  هو 544 شاب  كلهم لديهم ملفات متابعة و تقييم في الادارة الجهوية للشبيبة و ذلك لمعرفة مدى  توظيف و تشغيل هذه الفئة و حسب اخر  مراجعة تم الوقوف على :
توظيف : 8 شابات في الطاقم الاداري  جهويا
          11 شابة  في طاقم المرأة الشابة في اتحاد الشبيبة بالولاية
         14 شابة تم بها تعويض غيابات المكاتب المحلية الطويلة.
          18 شابة على مستوى محلي
         2  على مستوى وطني
هذه السنة يستفيد فعليا  149 شابة 6 شباب خلال 2011  مع العلم ان دائرتي المحبس و الفرسية تتوفران على اقسام الاعلام الالي لتوفر الكهرباء .
بالاضافة الى البرامج الرياضية و الثقافية فاتحاد الشبيبة يقوم  باعداد  منافسات رياضية للكبار و الصغار و تم تشكيل فريق جهوي للشباب في كرة القدم و فريق للاناث في كرة الطائرة وتم بناء ملعب لكرة الطائرة بالمركز الجهوي.
كما ينشط قسم الثقافة بالمكتب الجهوي  اذاعة للمركز و قاعة للعروض المرئية و المسموعة و تكوين فرقة قنية و مسرحية و شراء الت العزف و الصوت .
اما قسم الاعلام فبالاضافة الى  متابع الانشطة و تغطيتها يصدر مجلة ثلاثية هي ( الشاب الصحراوي) مجلة المكتب الجهوي للشبيبة و التي يدخل عددها 12 هذا الشهر. بالاضافة الى عديد المطويات عن مشاريع الشباب بالولاية.
كما يستفيد العديد من الشابات من عدة تعاونيات صغيرة لسد الاحتياج الاولي و تربية روح العمل و الجدية وهذه التعاونيات هي:
7 مزارع شبانية  - 7 تعاونيات للطحين -  محل حلاقة و تجميل – 2 تعاونية للكسكس .
بالاضافة الى فتح المجال لورشات الخياطة بالدوائر للانتاج و التسويق لسد احتياجات الورشات.
اما قسم الكشافة فبالإضافة  الى البرامج التنشيطية يشرف على عديد الانشطة كالرحلات و البرامج التطوعية و اعداد المنهج الكشفي و المشاركات المختلفة في الفعاليات بالولاية .
اما قسم المرأة الشابة بالولاية فهو القسم الوحيد على مستوى وطني الذي يعمل بهيكلته القانونية و العملية فهو الذي يشرف على متابعة الشابات في الورشات و الانشطة و تحضير المحاضرات و البرامج التطوعية و الخيرية.
اما قسم التكوين فهو بدوره يقدم خدمات مهمة لبناء الانسان الذي هو اساس  نجاح البرامج و العمل و علية فقد تم اجراءات عدة تكوينات لمختلف اطارات المنظمة في المجالات : تنشيط الاطفال – التعامل مع الشباب – ميدان التعاون مع المنظمات و المشاريع.
اما قسم التعاون : فولاية السمارة و بحكم تجربتها ظلت قبلة لعديد المنظمات الاجنبية طيلة عشر سنوات مع تسجيل نجاح كبير في كسب متعاونين جدد ساعدوا على تقدم التجربة و ذلك بفضل الثقة الكبيرة بين المكتب الجهوي و مختلف المنظمات الداعمة و اهم هذه المنظمات :
- ارض البشر السويسرية   - سوكس السويسرية – خاريت الاسبانية – اكابس الاسبانية – كاب سوليدر الفرنسية – كرست ذي الروك الامريكية- خل بلجيكا- استورياس – اصدقاء الشعب الصحراوي النمسا.
chabibasmara@gmail يتم الاتصال بالمتعاونين بصفة مستمرة عن طريق الانترنت فاتحاد الشبيبة بالولاية لديها   smaraujsblog كعنوان للاتصال و كذلك موقع الكتروني
يستفيد من هذه التجربة عدد لاباس به من الشباب و المكاتب المحلية و ذلك بحسب قدرة هذه التنظيمات الشبانية ذات المدخول الضعيف الا انها تساهم في انجاح تجربة هامة و تاريخية في مسيرة بناء مؤسسات الدولة الصحراوية و تطويرها .
و في النهاية لابد من الوقوف على بعض نتائج هذه التجربة الشبانية و نحن نخلد حدث في عمره 35 سنة من البناء و التشييد و التكوين :
1-اهتمام كبير و درجة عالية من التجاوب لدى الشباب في الولاية للاقبال على هذه المراكز و زرع ثقافة العمل و ضرورة التعلم و التثقيف حيث تمت مشاركة ما نسبته 63 % من الشباب في هذه الولاية في مختلف الورشات و الانشطة و ذلك حسب استطلاع للرأي شمل الشابات في الدوائر نوفمبر 2010 .
2 – تحسن اداء المكاتب المحلية و الجهوية للشبيبة في التسيير و التنظيم و الاشراف .
3 – وجود مكان عمل لمكتب الشبيبة داخل الدائرة بصورة دائمة يسهل عملية متابعة البرامج الشبانية بشكل مستمر من( تكوين – تاهيل و تشغيل).
4- اعتبار المركز مؤسسة شبانية مرفق من مرافق الدائرة هو انجاز كبير للدائرة و الشباب و الدولة الصحراوية.
5 – تخرج دفعات جديدة شبانية من مراكز الولاية يعتبر انجاز كبير و تطور ايجابي لم تعرفه المخيمات من قبل ، هذه الفئة المتخرجة كانت قد فقدت الامل بعد انقطاعها عن الدراسة و هاهي اليوم تحصل على ما يؤهلها للدخول في الحياة الاجتماعية و خدمة مجتمعها .
6- اندماج الطبقة الشابة في الولاية داخل المجتمع و مشاركتها في مختلف الانشطة و الدليل عليه اللوحات الاستعراضية المخلدة لهذه الذكرى.
7 – وجود مكان لتنشيط الاطفال   بدل من التنشيط في الهواء الطلق.
8 – و اكبر انجاز و نجاح كون التجربة تمر بعامها العاشر و ما زالت محافظة على امكانياتها و سائرة برامجها بالرغم من صعوبة الفئة المستهدفة وهي المراهقين و الشباب و الاطفال.
        و اخيرا يبقى تحمل المسؤولية في قيادة هذه التجربة في ايادي الجميع سلطات و شباب و مجتمع فهذه تجربة تاريخية اثبتت نجاح الدولة الصحراوية  و اهتمامها بهذه الفئة .
وعلى العموم هذه التجربة تقف اليوم تودع عامها العاشر بما قدمته من انجازات و هي تقف على رجليها تطلع الى مستقبل موعود لواحدة من اهم الفئات و اصعبها ، لذلك يتطلب الامر العمل و التعاون للحفاظ على تجربة كلفت كثيرا و من اجل شباب  مثقف طموح بعيد عن تاثيرات عواصف الافكار المدمرة التي يجلبها غالبا الوقت الفارغ و القاتل.